روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | رضيت بالهم والهم لم يرض بي!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > رضيت بالهم والهم لم يرض بي!


  رضيت بالهم والهم لم يرض بي!
     عدد مرات المشاهدة: 4709        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الاسـتشـارة:

السلام عليكم انا سيده متزوجه من اربع سنوات وعندي طفله عمرها 3 سنوات ونصف وحامل في اول شهر مشكلتي هي زواجي قبل زواجي كنت شخصيه وبعده أصبحت شخصيه اخرى، زواجنا زواج تقليدي لم اره ولم يراني ابدا الا يوم الدخله، ولكن الجديد فيه ان ابي هو من عرض فكرة الزواج على زوجي وانا لم اكن اعلم لكن الروايه التي عرفتها بعد زواجي وحدوث المشاكل من والدي انه بحكم انه يتيم وحالته الماديه قليله فانه سيساعده على الزواج باي بنت يرغبها وزوجي يعلم أن والدي لديه ابنتين لم تتزوجا فأرادان يتزوج من عائلتنا فطلب والدي خروجي امام اهله دون اختي الثانيه وتمت الخطبه ولكن انا لم اكن اعلم بهذه الظروف ولم اكن اعلم اني اكبر منه بثلاث اشهر مما يسبب لي ضيق لاني كنت ارفض تماما ان اتزوج رجل اصغر مني ولو بشهر واحد وان اتتزوج بهذه الطريقه لاني طول الوقت احس انه زواج مدبر ومن اول المشاكل بعد عدة اشهر انصدمت بانه كثير من المزايا التي اخبرني بها والدي لم تكن صحيحه مثل العمر وانه يعمل لم يكن يعمل وانه خريج بكالوريوس تبين انه خريج دبلوم من امريكا عندما عرفت سالته فاكد لي فلما ظهرت المشاكل بدأ يقول انه عمه هو الي زوجه والخ وقوله الله يبلى من بلاني في حين اني اسرتنا اسرة معروفه ومحترمه وهو ايضا اسرته معروفه لكن حالتهم الماديه ضعيفه شوي المهم بعد ان انجبت استمرت المشاكل ولا اعلم لماذا يشتكي من ضيق فالتنفس وخنقه وعصبي جدا يكسر ويهدد بالضرب طلب مني الخروج من البيت 3 مرات دون سبب وانا اعمل في ابوظبي واهلي واهله في العين كنت اذهب وماذا افعل وعند نهاية الويك أند ياتي وياخذني كانه لم يقل لي يوما خذي مالك ولبنتك واخرجي من المنزل تحملت لأن اهلي اكتشفوا في نفس شهر زواجي ان ابي تزوج من سيدة دون المستوى الاخلاقي والإجتماعي حدثت مشاكل بين ابي وامي لكن دون إنفصال شجارات وشتائم المهم تحملت وقررت ان استقيل من وظيفتي لاني مللت كثرة تهديده لي بإرجاعي الي اهلي وايضا ابنتي صغيره جدا لا استطيع تركها في المنزل مع خادمه كان زوجي مسافر مع اخته وابنائها لانها مريضه عندما عاد حصلت مشكله بينه وبين صاحبة الفيلا وخرج منها الي شقه صغيره وبدأت اعيش فتره اخرى من الضغط اصبح هو يعيش في الشقه وانا اتي بين فتره واخرى كان يقول ان هذه الشقه فتره إنتقاليه لذلك لماذا نضع غساله نغسل في المغسله فبالتي اجلس معه اسبوع ثم ياخذني الي اهلي ولا يعود ولا يتصل الي اذا اتصلت واتصالات متشنجه كانت الي ان اتت اخته مع ابنائها من السفر فبعد فتره ان كالعاده مع اهلي فطلبت منه ان نذهب للسلام عليها وهو كان في تلك الساعه ذاهب ليوصل اوراق الي منزل رئيسه في العمل عصرا فقال لي اركبي في احدى سيارات والدك واذهبي لا شي ينقصكي لتذهبي مع انه لا يسمح لي بالذهاب لوحدي فإنفجرت بعد ضغط فتره طويله من احساسي بعدم الاستقرار والتشتت واقامتي الدائمه في منزل اهلي وعدم راحتي في زواجي فقال لي انت طالق بثلاث ولا تعودي للاتصال بهذا الرقم يا.....

انا بالنسبه لي تعودت على احساسي بإنه انسان غير مهذب ولا متربي في بعد ساعتين تمالكت نفسي وجلست بين اهلي كاتمه ما بي رغم حزني هول الصدمه لجمني فوجدت ان والدي عنده علم بالموضوع إنفصلت عنه لمدة اربع اشهر سعى كثيرا لارجاعي بالزين والشين عدت لاجل ابنتي وبعدا عن شماتة اخواتي البنات اللاتي وفقهن الله لرجال لم يقوموا ابدا بالطرد او بالطلاق التي مررت به تخيل يا دكتور خلال فتره المشاكل بدأ يقول اني كنت اتناول حبوب منع الحمل بعد انجابي ابنتي دون علمه ويشتكي من امور خاصه جدا لوالدي واحسه انه اخبر الجميع عن مشكلته معي يعني فضحني المهم اعتمر في رمضان وبعد عودته اصر على ارجاعي وهو طول الفتره كان يتواصل مع ابي او بي بالمسجات لكني لم اجبه على اي اتصال او مسج لمدة شهرين ونصف لم اكن اعرف ماذا اريد ولا ماذا افعل كنت اعيش في دوامه من الحزن والبكاء وامي المسكينه تعاني من مشاكلها مع والدي ايضا كانت تقول اذا تريدينه ابقي معه اذا لا اتركيه وما باليد حيله يكفيك ابنتك تساوي الكثير لكني كنت حائره الي ان عزمت امري وارجعني بشهادة والدي في رمضان وبعد ان سال مفتي وانا ايضا قرأت فتوى بن باز وإستخرت وابنتي بين عيني دائما هذه المشكه مر عليها الان سنتين لكنها حيه في خيالي لا إستطيع نسيانها احس كل الاقارب تعرفها واحس ان اختي تتقصد جرحي بها انا الان حامل منه وعاد الشريط امام عيني كيف اتخلص من هذا الموقف خاصه انه تغير لازال عصبي ولكن اخذ لنا شقه اكبر وتعلق بابنته اكثر علاقتي معه افضل وظيفته افضل ويحاول ان يكمل دراسته حاليا هو انسان طموح جدا ولكن عصبي واحس بعض الاحيان انه محتال طيب لكن لا اعلم الان ان اعاني دائما من الخوف الدائم من تكرار الطلاق لان طلاقه كان في وقت غضب دون سبب وقبل وقوعه كان دائما ستصلك ورقتكي ساطلق ساضرب سافعل وهو اصلا من اسره بين ام واب مطلقين ومشاكل شديده واب مزواج لم يترك لم سوى كومة اخوه ولم يترك اي ورث والذي تركه لم يكاد يكفيهم دائما احس انه في اي ازمه سيتخلى عني في اي مشكله سيطلقني اضعف ثقتي بنفسي ابتعد عن التجمعات خوفا من الكلام اتحسس من طريقة زواجي وفرق السن خاصه ان اخويه زوجاتهم اصغر عنهما بعشرسنوات والاخرى بثمان سنوات.

اتحسس من مسألة الطلاق التي حصلت هل يعلمون وماذا يعلمون بالضبط كنت لا ارغب بالانجاب لكن عندما ارى ابنتي وحيده اقول على الاقل اذا اتاها اخ او اخت سيعينها في الدنيا لا اعرف ماذا افعل زوجي بعيد جدا عن كل ما كنت اتصوره في حياتي الزوجيه دائما احساسي ان ابي زوجني بالشخص الخطأ لان ابي كان في تلك الفتره يرغب في التفرغ لحياته الخاصه التي صدمنا بها احساسي باني ضحية زواج مدبر ام لا، لا استطيع كشفه ابدا تزوجت خلال خمس اشهر لان والدي قال لزوجي لا داعي للتأجيل الزواج وتركنا نواجه الحياه التي ادفعها من دمي واعصابي وبكائي ليلا ورغبتي ان اغمض عيني وافتحها ليكون كل هذا لم يحدث لماذا زواجي هذه ظروفه اين الخطأ فيني فيه ماذا افعل والفاس ف الراس والطلاق ثمنه باهض لسيده في مثل شخصيتي وكرهي للطلاق وحدوثه.....؟

زوجي له مواقف اخرى مع عائلتي ادت لتشويه صورته امامهم اكثر احداها ماليه والاخرى إجتماعيه لكن اهلي متسامحين ولا يهمهم اذا إعتذر يفهمون شخصيته لكن يسايرونه ماذا افعل اسفه للاطاله وجزاكم الله عني كل خير انشا الله اعينوني لاني سنتين من المشاكل غيرتني وزادت انطوائي على نفسي.

رد المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

أبنتي الكريمة: كم تألمت مما حملته رسالتك من حروف معاناتك، ولكني كأبٍ حاولت تأملها، فوجدت أنها من خيوط ضعيفة، لكنها حين إجتمعت بدت لك كحبل سميك يلتف على رقبة تفكيرك، حتى يكاد يخنقه! وما يشجعني لمناقشة الموضوع، ووضعه بين يديك، بصورته الطبيعية، شعوري أنك فتاة مثقفة عاقلة.

أبنتي الكريمة: دعيني أبدأ من ضيقك بزواجك، كونه زواجاً تقليدياً.. فأقول: إذا كانت الرؤية بين الخاطبين أمراً شرعياً له أثره في التواؤم بين الزوجين، فأنت لم تشكي من عدم ارتياحك لشكل زوجك، وفي المقابل لم تذكري أنه هو يوماً شكا من عدم إرتياحه لشكلك!.. وغالب الزواجات التقليدية نبتت في أرضيتها شجرة حبٍّ وارفة، ظل الزوجان يتفيآن ظلالها، ولا أعتقد إطلاقاً أبنتي الكريمة أن والدك مهما كان تقصيره في حقكم، كان كل هدفه من عرضك على زوجك هو مجرد التخلص.. فما الذي كنتِ تمثلينه من الأعباء عليه، ليجتهد في التخلص منك، بهذه الصورة؟! ولكن الوالد كان يدرك أن ابنته لن تكتمل حياتها إلا بالزواج، ثم وجد في هذا الشاب نموذجاً يمكن قبوله، في الجملة، فجاء موضوع العرض.

ولا تظني وفقك الله أني أبحث لأبيك عن الأعذار، ومن ثم ربما غضبتِ علي، فأنا لا أعرفك، ولا أعرف والدك، ولكني أدرك أن المستشار مؤتمن، وأن هذه الخيوط التي إجتمعت في ذهنك، لتنسج رداء يجعلك تضيقين بحياتك، هي عند الفحص والتأمل لا تؤدي للنتائج التي إنتهيت إليها، وسببت لك الأتعاب التي تعيشينها.

لاحظي أبنتي الكريمة كيف تبدين صارمة في موضوع الفارق العمري، حتى تقولي: كنت ارفض تماما ان أتزوج رجل اصغر مني ولو بشهر واحد، وأنك حين علمت أنك تكبرين زوجك بثلاثة أشهر، سبب لك ذلك ضيقاً.. وأنا أظن أنه لو لم تجتمع خيوط، هذا واحد منها، لم يكن له وحده أي معنى!! فأنا يا بنتي وإن قدرت رأيك حول هذا الموضوع، فإنني من جهة لا أعد ثلاثة أشهر فرقاً عمرياً يستحق الوقوف!

ومن جهة ثانية لم تذكري أن زوجك يوماً من الأيام وقف عند هذا الفرق، أو عيّرك به.. فلم تخنقين به نفسك، وتبدينه في صدر رسالتك كما لو كان وجهاً بغيضاً تطالعينه، صباح مساء؟!

إن الخطر يكمن في رؤيتنا للأشياء، فحين ننظر لها نظرة عادية تبقى كذلك، وحين نصبغها بلون نفسيتنا المتعبة، تزيد مأساتنا سوءاً، إنني أقدر طموحك، وأسلوب رسالتك ينم عن عقلية وثقافة جيدتين.. وربما أنك لم تجدي زوجك بمثل ثقافتك وطموحك، ورحت تبحثين عن الأسباب، فأنحيت باللائمة على الشهادة، التي اتضح لك أنها دبلوم بدلاً مما قيل لك عن حمله شهادة البكالوريوس.. ومن ثم رحت في سبيل البحث عن شخص يدان فيما تشعرين أنك تورطت به، فكان والدك، الذي، بدا لك أنه غشك في تلك المعلومات!!.. وفي ظني أن مشاعرك تلك راجعة لما أسميه الإنطباع الأولي السلبي، حين انسقت معه، حتى بدت أخطاء زوجك تنظرين إليها مكبرة!

إن الراحة النفسية التي يشعر بها كل من الزوجين تجاه الآخر تعمي عينيه عن كثير من النقائص لدى الطرف الآخر، ولكن حين يبدو عدم الراحة، ينفجر بركان المشكلات عند أي أمر، لا لأن ذلك الأمر يستحق الصراع بين الزوجين، ولكن لأن في نفس كل من الزوجين، أو أحدهما، لون من الحنق على الآخر، فهو يشعر أنه تورط أو وُرط فيه، وكأنه يعبّر بافتعال تلك المشكلات عن الانتقام.. ولاحظي أنك الطرف الذي ربما اصطنع المشكلة، فالمرأة حين تشعر أنها مغبونة بزوجها تشعر بضيق كبير، وحين يقدر لها الحمل في بداية زواجها تزداد ضيقاً، فهي تدرك أنها حتى لو طلبت الطلاق سيلحقها اللقب البغيض: مطلقة!.. فكيف حين تكون مطلقة ومعها طفل، هل ستهب حياتها ومستقبلها لطفلها، أم ستلغيه لصالح مستقبلها؟!

ولذا ستهب رياح المشكلات، لأنها تشعر أنها تتعامل مع شخص لا تهواه، ولا يناسبها، فينتابها برود في التعامل، وكسل في التفاعل.. ولا حظي أنك لم تشعري تجاه زوجك من البداية بمشاعر إيجابية، فأنت تقولين: طول الوقت احس انه زواج مدبر!، وربما أكد ما أشرتُ إليه، قولك: قبل زواجي كنت شخصيه وبعده اصبحت شخصيه اخرى.!.. وتوجزين مشكلتك بقولك: مشكلتي هي زواجي!!.. وإن كنتِ أردتِ أن تكتبي: مشكلتي هي زوجي، فلعل القلم أراد التصحيح!!

ومن الطبيعي أن الزوجة حين تعامل الزوج بتلك النفسية، وما ينعكس عنها من سلوك حينئذ سيثور، وحين لا يكون حكيماً سيمارس من السلوك ما يجعل الزوجة تزداد منه بعداً. وأنا ألحظ أنك تشيرين إلى بعض سلوكه معك بقولك: مللت كثرة تهديده لي بارجاعي الي اهلي، وقولك: يهدد بالضرب طلب مني الخروج من البيت 3 مرات، وأنت تقولين إن ذلك دون سبب، وقد يكون كلامك صحيحاً، وقد يكون بسبب أمور تثيره منك، دون أن تدركي أنت أنها تثيره!.. ولعل هذا يتضح من قوله: الله يبلى من بلاني وقد ذهب بالك إلى أنه ينال -بكلامه ذاك- من أسرتك، فرحت تدافعين عنها، بقولك: في حين اني اسرتنا اسرة معروفه ومحترمه وهو ايضا اسرته معروفه لكن حالتهم الماديه ضعيفه شوي!

ويبدو لي أن أسئلتك، التي تأخذ طابع التحقيق كانت تمثل أحياناً خنجراً في خاصرته!.. لأنه يفهم أنها تأتي في سياق النقد له، كونه مثلاً لا يعمل، ويحمل الدبلوم بدل البكالوريوس.. وربما أحاط بهذه الأسئلة تعليقات تمثل لوناً من البزارات والبهارات، التي تثير عصبيته، دون أن تدركي السبب!، سوى أن تقولي: تعودت على احساسي بأنه إنسان غير مهذب ولا متربي!! ولكن ربما أيضاً كان تعامله معك ذلك راجع إلى كونه تزوج دون أن يكون مرتبطاً بعمل، وهو ما يدفعه للعصبية، لأنه لم يشعر وقتها بأنه قد استطاع أن يثبت نجاحه، فكيف حين يجتمع ذلك مع ما أشرت إليه من وجود مرض لديه، يتمثل في ضيق التنفس.

ويكفي نموذجاً لشعوره بالضيق، ما أشرتِ إلى اضطراره إلى الخروج من الفيلا بعد مشكلات مع صاحبها إلى شقة صغيرة!.. ويبدو أنه كان قد أخذ الفيلا مع صعوبة ظروفه ليوجد لكما سكناً مريحاً، ويؤكد ذلك أنه حين اضطر لأخذ الشقة الصغيرة، وأنت تأتين بين فترة وأخرى كان يحاول الإعتذار، فيؤكد لك أنها فترة إنتقالية.. ولا أشك إطلاقاً أن هذه الأحداث تركت أثراً سلبياً عميقاً في نفس زوجك، وما عصبيته، وسوء تعامله معك إلا إنعكاس لتلك المشاعر.

ويؤكد هذا ما ذكرته في نهاية رسالتك، من التغير الذي طرأ عليه، حين إستقرت نفسيته بوجود العمل، ومن ثم الحصول على البيت المناسب، فانت تقولين: خاصة وأنه تغير.. لازال عصبي ولكن اخذ لنا شقه اكبر، وتعلق بإبنته اكثر، علاقتي معه افضل، وظيفته افضل، ويحاول ان يكمل دراسته.. حاليا هو انسان طموح جدا، ولكن عصبي واحس بعض الاحيان انه محتال طيب!! وهو تغير لا يترك مجالاً للشك بأن تصرفاته السابقة كانت انعكاسا لنفسيته المتعبة وقتها.. وإستعداده من جهة أخرى للتغير، متى ما عادت نفسيته لطبيعتها، وإذا كنت أنت بشراً، له إحساسه ومشاعره، فقد كان الخطأ في تنفيسك كونه مصادماً، ولا حظي تعبيرك عن غضبك، في قولك: فإنفجرت بعد ضغط فتره طويله، والشي الذي ينفجر بعد تضاعف الضغط، لابد أن يكون صوته مدوياً!!.. وإذا كنت لم تذكري كيف كان تعبيرك عن ذلك الإنفجار، فيعكسه ردة فعل زوجك، الذي قال لك: انت طالق بالثلاث ولا تعودي للإتصال بهذا الرقم يا......

إن الذي يبدو لي إبنتي الكريمة أن زوجك يحبك، بل ويحبك جداً، لكن ظروفه النفسية، وربما عدم قدرته على التحكم بحصان عصبيته حين ينطلق، يجعله يخرج عن طوره، ويؤذي سمعك بالكلمات السيئة، ويمارس معك التصرفات المؤذية.. ولاحظي أنه مع رمي الطلاق عليك، وبقاءك منفصلة عنه أربعة أشهر، ربما كان خلالها يغالب مشاعره، حفاظاً بزعمه على كرامته.. ولكن حين لم ير منك علامة للرجوع، سعى كثيراً لإرجاعك، بالزين والشين، حسب تعبيرك!.. وهو مصرٌّ على ذلك كما تقولين.

وأي زوج يظل يتواصل مع زوجته بالاتصال، أو الماسجات، لمدة شهرين ونصف، وهي لا ترد على شيء من ذلك، لو لم يكن حبها متمكناً من أعماق قلبه؟! ولكنك مرة أخرى رجعت بالمشاعر ذاتها، التي خرجت بها من عنده، فأنت حين تسوغين لنفسك الرجوع إليه، تقولين: عدت لإجل إبنتي وبعدا عن شماتة اخواتي البنات اللاتي وفقهن الله لرجال لم يقوموا ابدا بالطرد او بالطلاق!.. ومعنى ذلك أنك في داخل نفسك لم تكوني مقتنعة بالرجوع، لولا هذه الظروف الخارجية، ومن هنا فستعود مسببات المشكلات، وسينضاف لها مسببات أخرى!

إبنتي الكريمة: من الأسباب التي يبدو أن لها إسهاماً في تضخيم مشكلتك، نظرتك لوالدك، فتعبيرك عن زواجه، وكونكم إكتشفتموه، ونظرتك إلى أصل زوجته، التي إقترن بها، ثم ما حدث بينه وبين والدتك من مشكلات، يبدو أنها جعلتك تنظرين له نظرة فيها غير قليل من الرضا، تقولين: اهلي اكتشفوا في نفس شهر زواجي ان ابي تزوج من سيدة دون المستوى الاخلاقي والإجتماعي حدثت مشاكل بين ابي وامي لكن دون انفصال شجارات وشتائم، ثم تشيرين إلى أن أمك المسكينة حسب تعبيرك تعاني من مشكلات مع والدك.. وفي الوقت الذي قد يكون والدك، شأن بعض الأزواج، قد أخلّ بحقوق والدتك، فقد يكون زواجه ثقيلاً عليها، كونه مفاجئاً، فأصبحت هي التي تكثر النقاش مع والدك، حين حضورها عندها.. ولذا فأنفع لها من مجرد الترحم لحالها، أن يكون لك دور في تطبيع الحال في نفسها، وفي عملها على تنظيف قنوات العلاقة مع والدك، ليقبل عليها أكثر، لكن ما يهمني هنا هو أن نظرتك لزوجك قد تكون تلوّنت بنظرتك لوالدك، التي خالطها الغضب من جهة، والشعور بأنه يريد التخلص منك من جهة أخرى!

إبنتي الكريمة: يبدو لي أحياناً كأنما نفسيتك مشتملة على قدر من الحساسية، فأنت كما تعبرين بعد عدة اشهر انصدمت بانه كثير من المزايا التي اخبرني بها والدي لم تكن صحيحيه، ثم حين رمى عليك الطلاق، تتكرر المشاعر، فتقولين: هول الصدمه لجمني.!، ثم بعد كلام زوجك لوالدك، فيما قلت عنه: أمور خاصة، ذهب بك الخيال بعيداً، فإذا أنت تقولين: واحسه انه اخبر الجميع عن مشكلته معي يعني فضحني.!!، وتبدو الحساسية لديك بأجلى صورها بقولك: هذه المشكله مر عليها الان سنتين لكنها حيه في خيالي لا أستطيع نسيانها احس كل الاقارب تعرفها واحس ان اختي تتقصد جرحي بها!.. ولاحظي إبنتي الكريمة تعبيرك بأحس، فهو مجرد إحساس داخلي، قد لا يكون له أي رصيد واقعي.

وحتى لو أبعدنا، وافترضنا أن ذلك صحيح، فإن من الخطورة بمكان، أن نجعل حياتنا ومن ثم سعادتنا أو شقاءنا من صنع الآخرين.. لينظر الآخرون لنا ما شاءوا أن ينظروا، بل ليقولوا حتى ما شاءوا أن يقولوا، وما دمنا واثقين بأنفسنا، فإن نظراتهم وكلامهم يبقى فقاعات صابون، لا تكاد تطير حتى تنفجر وتتلاشى!! إننا نجني على أنفسنا جناية كبرى، حين نجعل كلمة من فلانة، أو نظرة من علانة، تمثل فيروساً يظل يفسد نفسيتنا، ويعكر صفاءنا، في وقت تكون فيه فلانة أو علانة، تغط في نوم عميق!!..

ولعل مشاعرك هذه، المنبثقة من حساسيتك هي التي غرست في نفسك شجرة الحيرة، حتى أصبحت مع ثقافتك وعقلك حيرى قد فقدت البوصلة التي تقودك نحو الإتجاه الصحيح، كما في قولك: لم اكن اعرف ماذا اريد ولا ماذا افعل كنت اعيش في دوامه من الحزن والبكاء... كنت حائره!!..

وتحاول أمك الحبية المشفقة إنقاذك من صحراء التردد المهلكة، فلا تجد ما ترفعه أمامك سوى شبح إبنتك، وإذا كان ترددك، يمثل كلام من حولك ونظراتهم الجزء الأكبر من بنائه، فلقد لمعت صورة إبنتك بين عينيك، كذريعة يراها من حولك سبباً وجيهاً، يعذرونك من أجله حين ترجعين! إبنتي الفاضلة: إن كلامي السابق كله لا يعني إطلاقاً أن زوجك بريء من العيوب والأخطاء.. لكني أظن أن عدم إرتياحك الأصلي له ربما جعلك لا تتجاوبين معه، ولأنه يحبك فقد كان يضيق بتلك اللامبالاة المفترضة منك، فيذهب شاكياً إلى والدك، ولأن نظرتك إلى والدك ربما ساءت بعد زواجه، فقد كان ذلك ربما دفعك إلى مزيد من تلك اللامبالاة!!..

والحق أنه كان يجب عليه أن يبحث عن الأسباب، ويحاول علاجها، بينك وبينه، لكن لعل حداثة التجربة لديه، وظروفه النفسية، رمته في حفرة هذا التصرفات المزعجة.

إبنتي الكريمة: تحرري من الخوف، وعمقي ثقتك بذاتك، بعد ثقتك بالله، وحاولي حرق شريط الذكريات المؤلمة، حتى لا يكدر عليك حياتك بتكرره، وإستشعري قوتك، وقفي تحت الشمس، ولا تطاوعي المشاعر السلبية داخلك بالانزواء والانطواء. حاولي استحضار وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».

وإجتهدي في التخلص من شوائب التحسس، وابدئي حياة جديدة، ملؤها الإصرار والإقدام.. ولابد أن تدركي أن التخلص ليس يسيراً، فاعزمي، واسألي الله الإعانة، وادفعي نفسك بقوة، ولا تتركيها نهباً للهواجس، التي تمثل شيكاً بلا رصيد! اتركي الإطار وغوصي في الصورة، وماذا عن كون زوجي أصغر أو أكبر ما دمت أستطيع نسج رداء من المحبة والإلف بيني وبينه، وحتى ما حدث بينه وبين أهلي من مشكلات، لن تكون عائقاً ما دام أهلك بحمد الله متسامحين، كما وصفتيهم. وقبل ذلك، ومعه، وبعده، ارفعي أكف الضراعة إلى الله أن يكتب لك التوفيق، وأن ينظف قلبك من الحسرة والحيرة، وأن يؤلف بين قلبك وقلب زوجك، وأن يجعل مستقبل حياتكما إلى خير.

وتذكري أن زوجك، هو الآخر، قد تحرر من ظروفه النفسية، التي كانت تدفع به في طريق الغضب، الذي عانيت منه، إلى درجة الطلاق.. وها أنت تلتمسين له الأعذار، حين تشيرين إلى نشأته وظروفها، والتركة التي ورثها عن والده. وأعتقد أنك وهو، كلاكما بحاجة للآخر.

كتب الله لك التوفيق، وأخذ بيدك إلى ما فيه خيرك في الدنيا والآخرة.

المصدر: موقع المستشار.